أعمل موظفا وأري زملائي يكذبون كثيراً علي شخص زميل لنا بحجة أنه كذاب، فهل يجوز الكذب على شخص كذاب ليفهم ويترك الكذب، حتى وإن كان هذا الشخص منافقا وكذابا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما هكذا تعالج الأمور في ديننا الحنيف، فالمعاصي لا تعالج بمعاص مثلها، جاء في تفسير القرطبي عند قوله تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا {الشورى:40}، وقال ابن أبي نجيح: ... وإذا قال: أخزاه الله أو لعنه الله أن يقول مثله، ولا يقابل القذف بقذف ولا الكذب بكذب. وكذلك قال العز بن عبد السلام في تفسيره.
وفي الفروع لابن مفلح: لو افترى عليه الكذب لم يكن له أن يفتري عليه الكذب، لكن له أن يدعو الله عليه بمن يفتري عليه الكذب نظير ما افتراه، وإن كان هذا الافتراء محرماً، لأن العبد إذا عاقبه بمن يفعل به ذلك لم يقبح منه ولا ظلم فيه، لأنه اعتدى بمثله، وأما من العبد فقبيح ليس له فعله.
فالكذاب ينصح ويوعظ ويعرف ببشاعة الكذب وكونه من الكبائر، ومن خصال المنافقين وأنه ينافي الإيمان ويهدي إلى الفجور، ويمكن هجره في حالة كونه مفيداً، أو رفع أمره إلى الإدارة لاتخاذ إجراء رادع له، وغير ذلك.. أما الرد عليه بالكذب فلا يفيده هو ويضر بمن يرد عليه، وانظر الحالات التي يجوز فيها الكذب في الفتوى رقم: 39152.
والله أعلم.