سيرته
هو صخر بن حرب الأمويّ القرشيّ، أسلم ليلة الفتح وكان شيخ مكة ورئيس قريش وكان ممن آذى النبي -صلى الله عليه وسلم-...
المصاهرة
وأبو
سفيان هو والد أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت أسلمت
قديماً، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فمات هناك، وتزوجها النبي -صلى الله
عليه وسلم- بعدما خطبها له النجاشي وأمْهرها عنه، ودخل عليها بعد عودتها
من الحبشة... فقيل لأبي سفيان وهو يومئذ مشرك يحارب رسول الله: (إن محمداً
قد نكح ابنتك !؟)... قال: (ذاك الفَحْلٍ لا يُقْرَعُ أنفُهُ)... أي أنه
كريم كفء لا يُرَد...
فضله
قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: (شُرِطَ مِنْ ربي شُروط: ألا أصاهِرَ إلى أحد ولا يُصاهر إلي أحد
إلا كانوا رفقائي في الجنة، فاحفظوني في أصهاري وأصحابي، فمن حفظني فيهم
كان عليهم من الله حافظ، ومن لم يحفظني فيهم تخلّ الله عزّ وجلّ منه، ومن
تخلى الله منه هَلَكَ)... ونال أبو سفيان شرف الصحبة وشرف المصاهرة، وغفر
الله له ما كان منه
المؤلفة قلوبهم
وقد حَسُنَ إسلامه
وشهد حُنيناً، وأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غنائمها مائة بعير
وأربعين أوقية من الذهب، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، فقال أبو سفيان:
(والله إنّك لكريم فِداك أبي وأمي، والله لقد حاربتُكَ فنّعْمَ المحاربُ
كنتَ، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، فجزاك الله خيراً)...
حبيبتيه
وشهد
أبو سفيان الطائف مع سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وفقئتْ عينُهُ
يومئذٍ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيّما أحبُّ إليك عينٌ
في الجنة أو أدعو الله أن يردّها عليك)... فقال: (بل عين في الجنة)...
ورمى بها، وفقئت الأخرى يوم اليرموك...
وفاته
وقد مات أبو سفيان في المدينة سنة (31 / 32 هـ) وصلّى عليه عثمان بن عفان -رضي الله عنهما-..