وسندخل الأن في أول القصص زكرها الرب عز وجل في صورة البقرة وسمى الصورة الكبيرة أكبر سورة في القرأن باسمها, والأيات والسورة فيها قصص كثيرة وفيها أعظم أية في القرأن وفيها أخر أيتين من أعظم الأيات في كتاب الله عز وجل,
لماذا سميت الصورة باسم البقرة؟
إليكم هذه القصة , جاء في الخبر أن رجلا من بني إسرائيل كان غنيا, ثريا عنده مال عظيم, ولكنه كان عقيما: ما كان عنده وارث وكان له ابن أخ لئيم , إبن الأخ ينتظر وفاة هذا الرجل ليرث ماله, مرّت السنون ولم يمت هذا الرجل,
فماذا صنع هذا الشاب؟
مكر مكرا بهذا العم , جائه في ليلة ظلماء لم يسمع به أحد ولم يشعر به أحد فارتكب جريمته وقتل عمه وأخذ الجثة بالليل وحملها ولا أحد يعلم والناس نيام وبنو إسرائيل غافلون ولا أحد يسمع بالجريمة ,أخذ الجثة ورماها عند بيت أحد الناس ليتهمه ,فأصبح الصباح ووجد الناس جثة هذا الرجل الثري , فقامت قبيلته وقام قومه الى القبيلة الأخرى التي وجدوا الجثة عندها أرادوا قتالهم وثارت مقتلة كادت أن تعصف ببني إسرائيل, فجاء الحكماء وقال بعضهم لبعض ,قالوا لهم لما تتقاتلون وفيكم نبي الله؟ من نبي الله؟ كان موسى عليه السلام موجودا
فيكم نبي الله, لما تتقاتلون وهو فيكم؟
قالوا ماذا نصنع ماذا نفعل؟
قال بعضهم إذهبوا الى موسى وقصوا عليه الخبر ويسأل ربه فيخبركم من قتل هذا الرجل وينتهي الأمر,
فذهبوا الى موسى عليه السلام وقالوا له هذا الرجل قتل ولا نعرف من قتله, سل ربك من قتله ,قال فإذا فعلت هذا وأجابكم الوحي وجأتكم بالخبر أتشكرون الله عز وجل؟
قالوا نعم ,أتستجيبون لما يأمركم به الله؟
قالوا نعم ,فذهب وسأل ربه وصلى وسجد ودعى ربه جل وعلى ,فطلب الله عز وجل من موسى أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة,أي بقرة يتقربون بها الى الله, جيبوا بقرة إذبحوها تقربوا بها الى الله يخبركم كيف مات هذا الرجل ومن قتله.
لكن بني إسرائيل ماقي فايدة هل يستجيبون؟
هل يمتثلون؟
ما طلب الله منهم شيئا بس بقرة تقربوا بها الى الله عز وجل,لكنهم بنو إسرائيل هو بنو إسرائيل< وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة>أتدرون ماذا قالو! قالوا نحنا نأتي لنبي الله نقول له يسأل ربه كيف مات هذا الرجل ويقول لنا إذبحوا بقرة!
وأخذو يضحكون ويضرب بعضهم كف بعض ويقولون انظروا الى نبي الله كيف يستهزء بكم ويستهزء على أوامر الله ويستهزء بدين الله ويضحك عليكم يقول لكم اذبحوا بقرة <قالوا أتتخذنا هزوا>غضب موسى عليه السلام أنا أستهزء, وفي ماذا بأيات الله !
أنا أستهزء في أوامر الله!!
أنا أستهزء بدين الله !!!
يعني لو قلتوا شيئ ثاني,قلة أدب مع موسى عليه السلام ماحترموا نبيهم ,مع أنهم هم أصحاب الحاجة هم الذين يريدون معرفة الخبر ومع هذا قلة الأدب في بني إسرائيل لا تنتهي وليس لها حدود حتى مع نبي الله,
قالو تضحك علينا تستهزء فينا !
نطلب منك طلب تقول لنا ازبحوا بقرة !
رد عليهم موسى بغضب <قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين >أعوذ بالله! يعني الواحد يمكن يستهزء ويعصي الله عز وجل
لكن يستهزء بالدين !
يستهزء بأحكام رب العالمين !!
هذا والعياذ بالله ردة ,يستهزء الإنسان على ربه! وعلى أيات الله!!وعلى أوامرالله!!!
لكن بني إسرائيل لا يعرفون شيئ اسمه نبي قتلوا سبعين نبي على صخرة واحدة تخيلوا<أوكلما جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون>قتلوا سبعين نبي على صخرة واحدة في فلسطين ويفتخرون أننا قتلنا الأنبياء ,ولما طنوا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام جائوا الى الناس ,شوفوا الواحد لما يفعل جريمة, لما يرتكب معصية يحاول أن يستر على نفسه .قالوا ويفتخرون أننا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله , يقولون رسول الله!
ويقولون قتلناه ,شوف الخبث وشوف قلة الأدب حتى مع رب العزة !
الأن الطلب شو ؟ إذبحوا بقرة وينتهي الأمر ,رجعوا الى موسى عليه السلام شددوا فشدد الله عليهم لو ذبحو أي بقرة كانت:صغيرة كبيرة ضعيفة هزيلة عرجاء, لأن موسى شو قال ؟
بقرة أي بقرة لو ذبحوها لكفت ووفت ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم, جائوا يسألون موسى عليه السلام شو بقرة؟ بقرة يا جماعة يعني السؤال غريب السؤال فيه نوع من الإستنكار واحد تقول له أأتني بقلم يقول لك شو قلم ؟يعني شوف السؤال ما قالو في البداية صف لنا البقرة بل قالوا شو بقرة كأنهم لا يعرفون ما البقرة<قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي >سبحان الله السؤال غريب لكن إذا خرج من بني إسرائيل منو غريب قوم جبلو على هذا, قوم فقط فيهم العناد, فرد عليهم موسى ,سأل ربه ,يا رب حدد لي هذه البقرة ,أوصفلي أوصافها فجاء التشديد الأن <يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم>الأن التشريع ينزل لا تسأل أفعل ما تؤمر,الله رحيم ولكن هم بنزول التشريع شددو فشدد الله عليهم ,فأخبرهم موسى أن هذه البقرة لا كبيرة ولا صغيرة لازم يكون عمرها وسط ,ما تكون كبيرة جدا فارض ولا صغيرة جدا بكر ,لازم تكون وسط عوان بين ذلك, يعني كمان الشرط الأول سهل أن البقرة ما تكون كبيرة ولا صغيرة مليئة الأبقار عندهم ولكن حتى هذا الشرط ما اكتفوا به
<قا إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون >
ولاحظو معي سوء الأدب من بني إسرائيل لا يقولوا ربنا يقولون ادع لنا ربك, يعني حتى الأسلوب وكأن الرب رب موسى وحده وليس رب العالمين مع أنهم أمنوا بالله وأمنوا برسوله ونجاهم الله من قوم فرعون وأخرجهم من غرق البحر وكل هذا ,ومع هذا يقولون لموسى ادع لنا ربك قلة أدب ليس بعدها قلة أدب ,ألله أراد أن يخبر من هذه القصة سوء تعامل بني إسرائيل مع موسى عليه السلام< قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون>
يعني بسرعة الواحد أول ما ينزل عليه الأمر مباشرة <الذين استجابوا لله وللرسول>شوفوا الصحابة قالوا لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد.
قال المقداد والله لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون بل نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما قاتلون, ما نتركك يا رسول الله!
أينما خضت بنا نخوض معك, هكذا أهل الإيمان يستجيبون لله ورسوله.
يعني كمان هذا شرط سهل أذبحوا أي بقرة تكون لا كبيرة ولا صغيرة ومع هذا عنادهم ليس له حدود, أتو الى موسى وقالوا له سل لنا ربك عن لون هذه البقرة ,يعني شو بدكم باللون! يا جماعة أي بقرة وخلاص!!!
لاء حدد لنا لون معين حتى نذبح فيه ,فرد عليهم موسى عليه السلام وقال يجب أن تكون هذه البقرة صفراء وليست صفراء عادية لا, صفراء فاقع لونها :شديدة الصفرة , ولازم إذا شفتها تسرك يعني لاهي ضعيفة ولا هزيلة ولا مريضة ولا فيها عيب .
شوفوا شرطين زاد عليهم يطلبون لون خائهم شرطين اللون والمنظر,
زادت الأن الشروط<قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين> فذهبوا الى قومهم أيضا ما ذالت الأبقار, قلت ولكن ما زال ممكن يكون في بقرة بالمواصفات هيدي
ومع هذا أيضا أرادو تشديدا أخر,
شوفوا السؤال الثالث وهم غير متأكدين أنهم سيهتدون الى هذه البقرة ,مرة ثالثة رجهوا الى موسى عليه السلام قالوا له <قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون>الشيئ الوحيد الصح الذين عملوه أنهم قالو إن شاء الله, لو لم يقولوا إن شاء الله لمهتدون لما وجدوا البقرة الى يوم القيامة ولكن رحمهم الله بأن قالو إن شاء الله.
يقول أهل التفسير هذه الكلمة أنقذتهم, سأل موسى ربه مرة ثالثة فأخبره شرط هذه البقرة أنها غير زلول غير مسخرة, لا تستخدم لا لحراثة, لا لزراعة ,لا لسقاية,بقرة حرة,بقرة غير مستخدمة في أي عمل من الأعمال وهذه البقرة كاملة اللون وما فيها ولا عيب لا شية فيها.
بكل سؤال الله عز وجل يزيد صفة لهذه البقرة حتى يشق عليهم مثلما شقوا على أنفسهم <قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها>قالوا له الأن جئت بالحق يعني موسى ما جاء بالحق إلا الأن!! في النهاية قالوا الأن جئت بالحق <قالوا الأن جئت بالحق>أخذو بيحثون, أول شيئ لا صغيرة ولا كبيرة, ثاني شيئ صفراء فاقع لونها تسر الناظرين مافيها ولا عيب ,ثالث شيئ غير مسخرة ولا مزللة وكاملة الصفرة لا شية فيها.
أخذوا يبحثون وبيحثون ويبحثون فما وجدوا بقرة بهذه المواصفات إلا بقرة واحدة .
لمن هذه البقرة ؟ لصبي يتيم ,هذا الصبي أبوه ميت وكان أبوه صالحا وكانت هذه البقرة عنده ,فجائه رجل وقال له يا غلام بنو إسرائيل يبحثون عن بقرة مثل بقرتك,فإن جاؤك فلا تعطها إياهم إلا بثمنّ غال.
وجدوا هذه البقرة عند الصبي وهذا الصبي أبوه صالح ميت قالوا تبيعنا هذه البقرة قال نعم أبيعها, فأعطوه بثمن الأبقار ثمنها فما رضي, أخذو يرفعون السعر حتى أعطوه بثمن جلدها ذهبا فما رضي,
وأخذو يرفعون السعر حتى وافق بعشرة أضعاف جلدها ذهبا ,أعطاهم إياها بعشرة أضعاف جلدها وزنا ذهبا,وأعطوه هذا الذهب كله لأنهم شقوا على أنفسهم
فنفع الله هذا الصبي اليتيم ربما بصلاح أبيه.
واشتروا هذه البقرة,وجائوا بها الى موسى عليه السلام قالوا يا موسى وجدنا البقرة! قال اذبحوها, لم يفعلوا
لماذا لم يفعلوا ؟أول شيئ خافو إن ذبحوا البقرة وعرفو القاتل يطلع واحد من قبيلته من قومه من أهله فخافوا أن يذبحوا البقرة وتصير الفضيحة فيهم والكارثةعليهم.
ثاني شيئ دفعو ثمنها غال عشرة أضعاف ثمنها ذهبا.فما فعلوا في البداية
ويقول لهم موسى اذبحوها ألا تريدون معرفة القاتل؟
إذبحوا البقرة ,وفي النهاية <فذيحوها وما كادوا يفعلون>طيب ذبحنا الأن البقرة طيب وبعدين, أخذ موسى عليه السلام شيئا من عظامها ووجاء الى جثة القتيل وأمام البشر يأخذ موسى عليه السلام عظمة ليحيي الرجل الميت بها فجاء الى القتيل فضرب العظم بجثة القتيل وما إن ضربه وإذا بالرجل يفتح عينيه ويقوم الرجل من فوره أعاد الله عز وجل له الحياة,فقام ,ففزع الناس
القتيل قام!
الميت استيقظ!!
فتح عينيه وأخذ ينظر للناس والكل الأن في فزع ,وابن أخيه بين الناس يتظاهربأنه بريء,فإذا بالقتيل يتكلم ويقول هذا الذي قتلني,أشار الى ابن أخيه ,ثم رجع ميتا مرة أخرى <وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم أياته لعلكم تعقلون>وإذا بالرجل يظهر قاتله ويعلم الناس من قتل هذا الرجل
أية من أيات الله عز وجل, يظهرها الرب عز وجل في بني إسرائيل يظهر فيها كم شق بنو إسرائيل على أنفسهم فشدد الله عز وجل عليهم ,كيف استجاب أصحاب الإيمان من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم وقالوا سمعنا وأطعنا
ولكن بنوإسرائيل كيف شددوا وتلكؤ وفي النهاية وما كادوا يفعلون
كيف يظهر الله عز وجل الظالم في النهاية
العاقبة للمتقين ولا يحيط المكر السيئ إلا بأهله
وكيف أن صلاح الأب يعود بافائدة على الأبن حتى بعد موته .
كيف يؤيد الله رسله بالمعجزات ,والأيات الباهرة والتي مازالت الى اليوم نقرأها في سورة البقرة ونمر عليها ربما من دون أن نعتبر منها
فالنعتبر من هذه القصص التي أنزلها الرب عز وجل للإعتبار وللإتعاظ
وكيف أن صلاح الأب يعود بافائدة على الأبن حتى بعد موته