كنت أقود سيارتي بسرعة تجاوزت الـ120.. نظرت إلى جانبي الطريق.. الأشجار تتراقص.. تفتح أفواهها.. تكاد تلتهمني.. لكني أسرع.. أضاعف سرعتي..
كل شيء حولي يرعبني يخيفني.. حتى هذا الطريق الذي أسير عليه.. أشعر كأنه الطريق إلى الجحيم.. حتى المشاة الذين يقفون على الطريق أحس بإنهم يشهرون أسلحتهم نحوي.. سيطلقون النار.. لا يجب أن أضاعف السرعة.. أجل.. 140..180..
أشعر بدوار يحيط بجوانب رأسي.. ما هذا الشعور الذي ينتابني..؟! أسرع.. أسرع.. إلى متى سأظل أسرع؟.. يجب أن أتوقف..
توقفت عن القيادة.. وشعرت بإطارات السيارة تغوص في الأرض..
زال عني الدوار قليلاً.. خرجت من سيارتي.. نظرت حولي.. كل الأشياء التي تحيط بنا جميلة.. بل رائعة الجمال.. هذا البحر الأزرق بمياهه الصافية.. وتلك السماء الزرقاء التي تقطنها بعض السحب البيضاء الصغيرة.. آه.. وذلك النورس الأبيض الجميل كل شيء.. أجل كل شيء من حولنا جميل.. أنا فقط من يتخيل بشاعة الأشياء.. أنا الذي أنظر نحو العالم بمنظار أسود.. يجب أن أبدل نظرتي نحو الحياة.. يجب أن أبتسم.. أن أضحك.. من القلب.. أن أترك كل شيء حزين.. وأحرق كل تلك الكتب الحزينة.. والمذكرات التعيسة.. أجل يجب فعل ذلك.. ودخل سيارتي بوجه بشوش.. راغباً في العودة إلى المنزل.. متخذاً قراراً بعدم التشاؤم والحزن..
أدرت محرك سيارتي عائداً للمنزل.. أعرف بأن الحزن يزورني دائماً.. عندما تحدث مشكلة ما.. وكذلك التشاؤم من هذه الحياة.. لذا سأتفادى هذه المشاكل ما استطعت ذلك.. آه لا.. ابتعد.. ابتعد.. يا الهي.. أغمضت عيني بمرارة وألم كان طفلاً..
قال المحقق: إذا لم تدفع الغرامة.. فالسجن لمدة عام.. لم يكن لدي المال.. فضلت السجن على تلك الغرامة الثقيلة.. ترى بأني منظار أنظر إلى الحياة الآن..!!!!]