أحمد زكى بدر فى لحظاته الأولى وزيراً: سأراجع كل ملفات "التعليم" وعلى رأسها "الكادر" و"الثانوية الجديدة".. والجمل صديقى لكن التغيير سنة الحياة.. وتطعيم الأنفلونزا منحنى قوة
أوضح الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم، أن سلفه الدكتور يسرى الجمل صديق له منذ سنوات لعملهما معاً فى مجال الهندسة، لكنه أكد أن التغيير هو سنة الحياة، ثم قال "من أول يوم دخلت فيه الوزارة وأنا عارف إنى لازم هييجى يوم أخرج منها"، فى الوقت نفسه دعا الوزير الجديد أولياء الأمور لمنح تطعيمات أنفلونزا الخنازير لأبنائهم بالمدارس، مضيفاً "أنا عن نفسى اتطعمت من أسبوع ومازلت حياً يرزق، وبدأت أحس أن المصل خلاَّنى أقوى".
وأعلن بدر، فى لقائه بالصحفيين مساء اليوم، الثلاثاء، عقب وصوله مقر الوزارة برفقة الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية، أنه سيعكف خلال الأيام المقبلة على مراجعة جميع ملفات وقضايا التعليم المتعلقة بعمل الوزارة، وعلى رأسها "الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم قبل الجامعى"، و"مشروع الثانوية الجديدة"، و"التقويم الشامل"، و"كادر المعلمين والإداريين"، و"تطوير التعليم الفنى"، و"بناء المدارس وفق البرنامج الانتخابى للرئيس" و"التقدم بملفات المؤسسات التعليمية لهيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد"، متمنياً الانتهاء سريعاً من دراستها بقوله "مش هفضل أدرس الملفات دى طول عمرى ومش محتاج حد يقولى مبروك على الوزارة أنا محتاج دعاكم"، قاصداً وسائل الإعلام.
وزير التعليم أكد استمراره فى تطبيق جميع استراتيجيات وبرامج التطوير التى اعتمدتها الحكومة ووافق عليها البرلمان قبل مجيئه وزيراً، ولكن مع إمكانية إحداث تعديلات على خطط التنفيذ، ثم أضاف "ما وافقت عليه الحكومة من برامج الوزارة سنقره فوراً ولن تتوقف أى مشروعات ولو مرحلياً أما ما هو دون ذلك من ملفات فسنفتحها بدقة سعياً لاستكماله أو إضافة تعديلات عليها".
وقال الوزير، الذى بدا متحرراً أثناء حديثه مع الصحفيين، إنه يستهدف من خلال منصبه رفع المستوى المادى والمهنى للمعلمين والإداريين وتحسين مستوى المنتج الذى تقدمه الوزارة وهو الطالب، كاشفاً نيته الاهتمام سريعاً بقطاع التعليم الفنى، "لأن البلد يشهد تطوراً هائلاً فى قطاع الاستثمار والصناعة يحتاج منا تخريج طالب بمواصفات سوق العمل"، حسب تأكيده.
وأضاف، أنه سينتهج سياسة المتابعة الميدانية لجميع قطاعات التعليم، لكن دون الإخلال بتطبيق سياسة اللامركزية الإدارية فى مديريات التعليم بالمحافظات وفق ضوابط عامة ترسمها الوزارة "عشان مش هنسيب كل واحد يعمل اللى هو عايزه، لكن برضه مش لازم نرجع فى كل حاجة لشخص واحد فى القاهرة، حسب قوله.
وتنبأ بانحسار الإصابات بأنفلونزا الخنازير داخل المدارس، وأبدى ارتياحه لانخفاض معدلاتها بين الطلاب رغم قدوم فصل الشتاء الذى تزداد به المعدلات عالمياً، واعتبر أن مواجهة المرض بالمدارس مسئولية الحكومة ووزارة الصحة وليس "التربية والتعليم" وحدها، نافياً أن تكون الدولة فشلت فى تطبيق خطة مواجهة الفيروس بالمدارس، "ولكن لكل خطة تكلفة زى غلق الفصول والمدارس"، حسب تعبيره.
كما شدد على توفر عنصرى "المجانية" و"حرية الاختيار" فى حملة تطعيمات المدارس، فلا يعنى حضور الطالب بالمدرسة أن ولى أمره موافق ضمنياً على تحصينه بالمصل الواقى، غير أنه لفت إلى سلامته داعياً أولياء الأمور للموافقة على تطعيم ذويهم.
وأوضح أنه سيعتمد الشفافية منهجاً خلال عمله كوزير للتعليم، وقال "معنديش حاجة أخبيها وهكون حيادى وشفاف فى كل إجراءاتى وأكيد مش كل حاجة هطبقها هتكون صحيحة بنسبة 100%، لكن أنا هحاول أرفع من نسبة الصواب على حساب نسبة الخطأ".
كان د.أحمد زكى بدر قد حضر اليوم إلى ديوان وزارة التربية والتعليم فى تمام الخامسة مساءً برفقة الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية وجلسا معاً لمدة ساعة ونصف داخل مكتب الأول قبل أن يعقد لقاءً مع وسائل الإعلام، فى الوقت نفسه توافد على مكتبه غالبية قيادات الوزارة، وبعض مديرى المديريات التعليمية بالمحافظات.
وسجلت الساعات الأولى لبدر فى مقعد "التعليم" تعاملاً مرناً مع كل من قابله بعكس ما يتردد عن حدة مزاجه، حتى أنه فاجأ الجميع حينما قال متهكماً بعد نهاية لقائه بوسائل الإعلام "حد عايز منى حاجة تانى أنا موجود أهوه".
وكان فى مقدمة من حضروا لتهنئته بالمنصب الجديد محمود العرينى مدير مديرية "التعليم" بمحافظة الجيزة والسيد أبو المجد رئيس النقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمى، فيما انتظره مسئولو الوزارة منذ الواحدة ظهراً قبل أن يعلموا بتوجهه إلى مجلس الشعب لحضور خطاب الحكومة حول فلسفة التعديل الوزارى، الذى أعلنته رئاسة الجمهورية أول أمس وأسفر عن توليه منصب وزير التربية والتعليم.