AHmED FaTHY مـجلــــــس الادارة
| موضوع: جهاد المسلمين بين فهم الغلاة وتخذيل المرجفين ( 1 ) السبت 30 يناير 2010 - 3:24 | |
| تعريف الجهاد : ذكر في ( مختار الصحاح:1/119) أن الجُّهْدَ بفتح الجيم وضمها الطاقة ، والجَهْدُ بالفتح المشقة ، يقال جَهَدَ الرجل في كذا أي جدَّ فيه وبالغ ، وجاهَدَ في سبيل الله مُجَاهَدَةً وجِهَادًا والاجْتِهادُ والتَّجَاهُدُ بذل الوسع و المَجْهود. ولذا فيما روى أحمد والنسائي وصححه ابن حبان عن سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ قال : "ثُمَّ قَعَدَ لَهُ ـ أي الشيطان ـ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ لَهُ : هُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ". وأما في الشَّرعِ فله معنيان : (المعنى الأول للجهاد ) : فالجهاد بمعناه العام يكون ببذل الوسع فيما يحبه الله ويرضاه ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى:10/192) : "الجهاد هو بذل الوسع وهو القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق"أ.هـ. ويشير لهذا قوله فيما رواه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم :"والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ". ولذا جاء عن النبي إطلاق لفظ الجهاد بمعناه الأشمل على عبادات مختلفة : (أ) فأطلق الجهاد على العبادة المحضة كالحج فقد روى البخاري عن عائشة عنه قال : "أفضل الجهاد حج مبرور". (ب) وعلى بر الوالدين ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي فاستأذنه في الجهاد فقال : "أحي والداك" ؟ قال : نعم ، قال : "ففيهما فجاهد". (ج) وعلى الجهاد على الإحسان إلى الخلق ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال : " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله". (د) وعلى قول الحق كما روى الأربعة وحسنه الترمذي عن النبي أفضل الجهاد كلمة عدل عند ذي سلطان جائر".
(*) والجهاد بمعناه العام قسمان : 1- باعتبار المُجَاهَدِ : وهو خمسة أنواع كما فصّله ابن القيم : أولاً : جهاد النفس : وهو أربع مراتب ، جهادها على تعلم الهدى ودين الحق. ثم جهادها على العمل به بعد علمه. ثم جهادها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه. ثم جهادها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله. وفي الحديث قال: : "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله". صححه الترمذي وابن حبان والحاكم عن فضالة بن عبيد . وهذا الجهاد أعظم أنواع الجهاد ، قال ابن القيم (روضة المحبين:1/478) : "سمعت شيخنا يقول : جهاد النفس والهوى أصل جهاد الكفار والمنافقين ؛ فإنه لا يقدر على جهادهم حتى يجاهد نفسه وهواه أولاً"أ.هـ. ثانياً : جهاد الشيطان : قال :"إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ لَهُ : أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ ؟ قَالَ : فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ قَعَدَ لهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ ، قَالَ : فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ، قَالَ : ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ لَهُ : هُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقَسَّمُ الْمَالُ ، قَالَ : فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ" صححه ابن حبان عن سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ . وهو مرتبتان : إحداهما : جهاده على دفع ما يُلقي من الشبهات. وجهاده على دفع ما يُلقي إليه الشهوات. وهذا أخطر أنواع الجهاد بعد جهاد النفس لما رواه الشيخان عَنْ أَنَسٍ مرفوعاً : "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ" ، ولأنه لا يتمكن من الجهاد اللاحق حتى يتمكن من جهاد المرتبتين الأوليين. ثالثاً : جهاد المنافقين : وهو أربع مراتب : بالقلب واللسان والمال والنفس. وهو أخص باللسان ؛ لأنهم يظهرون الإسلام ، فيحتاجون إلى الجهاد بالبيان لدحض شبههم ، قال ابن القيم (زاد المعاد:3/5): "جهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار ، وهو جهاد خواص الأمة"أ.هـ. رابعاً : جهاد أرباب البدع والمنكرات : لقوله :"وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ" ، وله ثلاث مراتب : الأولى : باليد إذا قدر ، فإن عجز انتقل إلى اللسان ، فإن عجز جاهد بقلبه ، لما روى مسلم عن أبي سعيد : "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَـانِ". خامساً : جهاد الكفار : وهذا الجهاد بمعناه الخاص الذي يكون بالقتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ، قال تعالى : وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً ، وقال النبي فيما خرجه الشيخان " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" . وذهب كثير من العلماء إلى نسخ آيات الموادعة والصفح والعفـو بهذا ، والصحيح أن ذلك غير منسوخ ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية(الصارم المسلول:1/228) وذكر آيات الصفح والعفو : "فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين ، و أما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين"أ.هـ.
2- باعتبار المُجَاهِدِ نفسه : فإن الجهاد فيما يجري فيه الإيمان : في القلب ، واللسان ، والجوارح ، كما قال فيما روى مسلم عن الخُلُوف : "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ؛ وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" ، فسمى النبي بغض الخُلُوف بالقلب جهاداً ، كما سمَّى رد باطلهم باللسان جهاداً ، وتغيير ما يترتب عليه من فساد باليد جهاداً .
(المعنى الثاني للجهاد) : فيطلق بالمعنى الخاص على بذل الجهد في القتال في سبيل الله تعالى بالنفس والمال والسلاح أو غير ذلك ، ولذا فيأتي بمعناه الخاص مقروناً بسائر العبادات كما روى الشيخان عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ لمّا سَاَلَ النبي عن أَحَبِّ الأَعمَالِ ؟ فَقَالَ الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا .. ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ .. ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". فخصَّ الجهاد بمعناه الخاص وهو قتال الكفار ، مع أنه عدَّ بر الوالدين سابقاً من الجهاد.
(*) ويكون جهاد الكفار كذلك بالقلب واللسان والجوارح ، فأما القلب : فكما روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ". قال شيخ الإسلام ابن تيمية(مجموع الفتاوى:7/16) : "والجهاد وإن كان فرضاً على الكفاية فجميع المؤمنين يخاطبون به ابتداء ، فعليهم كلهم اعتقاد وجوبه ، والعزم على فعله إذا تعين"أ.هـ. أما جهاد الكفار بالنفس واللسان فجمعهما النبي فيما رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم َعَنْ أَنَسٍ أَنَّ اَلنَّبِيَّ قَالَ: "جَاهِدُوا اَلْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ, وَأَنْفُسِكُمْ, وَأَلْسِنَتِكُمْ".
مختصر جهاد المسلمين بين فهم الغلاة وتخذيل المرجفين
كتبه : د.عصام بن عبد الله السناني أستاذ الحديث بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم وعضـو مجلـس الإدارة بالجمعيـة العلمية السعوديـة للسنة النبوية
راجعه : فضيلة الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة
| |
|
meemo.sharaka عضو جديد
| موضوع: رد: جهاد المسلمين بين فهم الغلاة وتخذيل المرجفين ( 1 ) السبت 30 يناير 2010 - 17:15 | |
| اعزك الله واكرمك الجنة باذن الله
| |
|
Glory Maker مشــــرف
| موضوع: رد: جهاد المسلمين بين فهم الغلاة وتخذيل المرجفين ( 1 ) الجمعة 11 يونيو 2010 - 0:52 | |
| | |
|